داود بن عمر الباخلى

غوثُ الأصفياء، وقطبُ الأولياء، الإمام الكبير، والعالم الشهير المُسلِّكُ مُرّبي المريدين، وموصلُ السالكين سيدي شرف الدين أبو سليمان داود بن ماخلا الإسكندري الشاذلي رضى الله عنه.

كان من العلماء الراسخين المتمكنين، ومن أصحاب الدوائر الكُبرى، له اليد العليا في التصريف.

وكان جامعًا بين علمي الظاهر والباطن، مع أنه كان أُمِّيًّا، وله مؤلفات عجيبة شرحَ فيها أحوالَ القوم، وتكلَّمَ على أسرارهم وعلومهم ومنازلاتهم منها كتاب «عيون الحقائق» ومنها كتاب «اللطيفة المرضية في شرح دعاء الشاذلية»، وله شرح على «حزب البر» وآخر على «حزب البحر».

وكان رضى الله عنه في بدايته شرطيًّا ببيت الوالي بالإسكندرية، وكان يجلسُ تجاه الوالي، وبينهما إشارةٌ يفهمُ منها وقوع المُتَّهم أو براءته، فإن أشارَ إليه أن المُتَّهمَ برئٌ برَّأَهُ، وعفا عنه، وإن أشار له غير ذلك اقتصَّ منه، وعامله بما يستحقُّه.

وكان رضى الله عنه زاهدًا ورعًا، وكانت الأولياء تنبتُ بساحته كما تُنبتُ الأرض الزَّرعَ، ويكفينا في مناقبه أنَّ تلميذه سيدي محمد وفا الشاذلي، ولو لم يكن له غيرُ ذلك لكفى.

توفى رضى الله عنه بالإسكندرية 733 هـ.

قراءة 1843 مرات
Top