أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الصنهاجي، ثم الفاسي، المعروف بالدوار، قيل لأنه كان يدور في عطيته الأسرار والأحوال، فيستردها لأدنى سبب يقع من المريد أو دونه.
وقيل: لكثرة ما كان يدور في الأماكن والأسواق، وهو يصيح: الله! قال في (ممتع الأسماع): "وهذا هو الأقرب في تلقيبه بذلك. قال: قيل: وكان يكره اللقب به".
ولد رحمه الله بصنهاجة الكبيرة التي يقال لها صنهاجة الحجر. وله بها سلف وفيهم أولياء، منهم: أبو جده والد أبيه المذكور. وخرج منها صغيرا، ثم دخل فاسا بعد مدة، وبقي بها إلى أن مات.
وقد ترجمه المؤرخ أبو عبد الله بن عسكر في (دوحة الناشر) فقال: "كان رحمه الله من عباد الله الصالحين، وولايته عند أهل فاس قطعية كفلق الصبح، وكان مجذوبا، على طريق الملامتية، تعتريه أحوال الجذب في كل حين، يخبر بالمغيبات، ويكاشف كثيرا ممن يلقاه، لا يلتفت إلى مدح ولا إلى ذم، يدخل ديار ملوك بني مرين، فيتلقاه النساء والأولاد، فيقبلون يديه وقدميه، فلا يلتفت إلى أحد، ويدفعون إليه الحوائج الرفيعة، والذخائر النفسية، ويلبسه السلطان من أشرف لباسه، فإذا خرج، تصدق بجميع ذلك".
أخذ رحمه الله عن العارف بالله، الشيخ الصالح، المجذوب الملامتي، أبي النور سيدي إبراهيم بن علي آفحام (بالحاء، ويقال: آفهام بالهاء) الزرهوني، دفين جبل زرهون، وهو الوارث له كما ذكره في (المقصد) وغيره أنه الذي ظهر بحاله من القوة في الجذب والغيبة في التوحيد، ولم يوجد متصف بذلك غيره، وتوفى في ثاني الجمادين سنة سبع وأربعين وتسعمائة.
قال صاحب (الابتهاج): " كذا وجدته بخط بعضهم، والأقرب الذي يصح: أنه توفى في أول سنة إحدى وأربعين، أو في تمام السنة التي قبلها، ودفن خارج باب الفتوح من فاس، وبنى عليه بناء حسن".