سيدي العربي بن أحمد بن عبد الله

هو الولي الصالح، الناسك الناصح، العارف الكامل، المحقق الواصل، المسن البركة المربي؛ أبو حامد سيدي العربي بن أحمد بن عبد الله معن الأندلسي.

ولد ضحوة يوم الأربعاء تاسع ذي القعدة الحرام سنة 1079هـ، ونشأ في شيم شريفة، وأوصاف منيفة، وآداب لطيفة، متحليا بقراءة القرءان، متجليا في مظاهر العرفان، وأخبر عن شأنه وما يؤول إليه أمره الشيخ العارف أبو العباس أحمد اليمني؛ فقال فيه كما في (المقصد): "إن فيه الخير، وسيكون من الصالحين".

ولقد صدق الله خبره فيه، فقد كان صاحب أحوال ربانية، ومواجد عرفانية، واقفا عند حده، جاريا على طريقة أبيه وجده، لابسا أثواب الخمول، طالعا في سماء الوصول، ملازما لداره لا يخرج إلا للزاوية، وشهود مشاهد المسلمين الحاجية.

وله كلام عجيب في الطريق، وإشارات لطيفة مذكورة في كتابه وكذا في كتب أصحابه وأصحابهم؛ منها: قوله: "إياك أن تغفل عن التشريف والتعظيم لمن ظهر لك بعض الفتح على يده؛ لأن في التشريف والتعظيم للحرمة مفتاحا عظيما لزيادة الإمدادات والخيرات والأسرار والأنوار، لا تغفل عن هذا الباب"، "لا تطعم طعام حكمتك إلا لمن تجده في غاية الاحتياج إليه، وإلا فدسه ولازم الجحود، قال القرآن: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة: 60].

أخذ عن والده أبي العباس وعليه اعتمد وبه تربى، وأخذ –أيضا- عن الشيخ سيدي أحمد اليمني. ذكر ذلك تلميذه سيدي علي الجمل في مواضع من كتابه، وذكر الشيخ أبو العباس ابن عجيبة في فهرسته أنه: أخذ عنه الطريقة القادرية، وعن أبيه الطريقة الشاذلية. قال: "وفيه التقى البحران: بحر الشاذلي، وبحر القادري".

وذكر غير واحد أن وفاته: سنة 1166هـ/1753م. وكانت له جنازة حاشدة حضرها أعيان فاس من علمائها وفقرائها ورؤسائها، وصلى عليه بقبره في روضة أبيه وجده المذكورين، وقبره بها معروف إلى الأن، خارج قبتهما، بالمباح المتصل بها من ناحية القبة اليوسفية، وهو مزار متبرك به.

قراءة 1394 مرات
Top