سيدي العربي الدرقاوي

هو أبو عبد الله محمد العربي بن أحمد بن الحسن بن سعيد الحسني، المعروف بمولاي العربي الدرقاوي، شيخ الطريقة الدرقاوية، ولد ببني زروال في بلاد جبالة عام 1152هـ/1737م ويذكر البعض أنّ أحد أجداده المعروف ببودرقة مدفون في بني ازكَ ببلاد الشاوية.

ينتمي مولاي العربي إلى الشرفاء الأدارسة، أخد التصوف عن أستاذه الصوفي الكبير مولاي علي بن عبد الرحمن العمراني الفاسي، المدعو بالجَمَل، المشهور بسعة اطلاعه.

تعلم القراءة وحفظ القرآن الكريم، وعندما صححه وأتقنه بالروايات السبع اشتغل بطلب العلم، فرحل لمدينة فاس وأقام بها مدة قرأ خلالها على أكابر علمائها، ما قدَّر الله له من العلوم، وكان في تلك الفترات أيَّام الطلب مثابرا على مجاهدة نفسه وحملها على العبادة، من صيام وقيام وتلاوة وذكر مع فطمها على المخالفات.

أخذ رحمه الله عن جماعة من الأولياء، وجمهور من الكبراء والأصفياء، وعمدته منهم: الشيخ العارف بالله مولانا أبو الحسن علي الجمل، رضى الله عنه، فبه أشرقت في صدره أنوار العرفان، وتجلت له من ربه شموس الإحسان، ووقع له الفتح الكبير، والمدد الفياض الغزير، وتخرج على يده هو من لا يحصى من الشيوخ، وأرباب التمكين والرسوخ.

من كلامه رضى الله عنه: "إن  شئت أن تطوى لك الطريق، وتحصل في ساعة على التحقيق، فعليك بالواجبات، وبما تأكد من نوافل الخيرات...، وخالف هواك إذ ترى عجبا".

"الذكر هو الركن الأعظم في طريق الله، والعمدة فيه كما علمت، فكن عليه كما أمرت، والله يقويك، ونحبك -أحبك الله- أن تكون على تذكير عباد الله «الله»، ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحذِّرهم من الكفر دائما، وذكِّرهم التواضع دائما، وزهِّدهم في الدنيا، وأمرهم أن يقنعوا منها بما تيسر كما أمر الله".

توفى ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين صفر الخير عام 1239هـ، ودفن في بني زروال، وضريحه هناك مشهور معروف...، ومناقبه وأحواله وأوصافه ومعارفه لا يفي بها قلم، وهى من الشهرة كنار على علم.

قراءة 3137 مرات
Top