هو سيدي محمد وفا بحر الصفا غوث الزمان وقطب الأوان من أكابر العارفين خاتم الأولياء صاحب الرتبة العلية ولد سنة 702هـ.
كان أميا وله لسان غريب في علوم القوم ومؤلفات كثيرة ألفها في صباه وهو ابن سبع سنين أو عشر فضلاً عن كونه كهلاً وله رموز في منظوماته ومنشوراته مطلسمة إلى وقتنا هذا لم يفك أحد معناها ، وكان رضى الله عنه من أصل مغربي قدم جده سيدي محمد النجم إلى ثغر الإسكندرية واجتمع بالقطب سيدي إبراهيم الدسوقي ثم استوطن بالإسكندرية وطابت له الإقامة ورزق فيها بابنه سيدي محمد الأوسط والد السيد محمد وفا رضى الله عنه .
وسبب تسميته بوفا لأن نهر النيل توقف فلم يزد إلى أوان الوفاء فعزم أهل مصر على الرحيل فجاء إلى البحر وقال اطلع بإذن الله فطلع ذلك اليوم سبعة عشر ذراعاً وأوفي فسموه وفا.
وسئل ولده سيدي علي رضى الله عنه مع علو مقامه وفرقانه أن يشرح شيئاً من تائية والده فقال رضى الله عنه : لا أعرف مراده لأنه لسان أعجمي على أمثالنا.
من مؤلفاته: فصول الحقائق/ والعروس/ الشفاء/ وديوان عظيم وقد افرد السيد الشعراني عن كتابه كتاباً مستقلاً رحمه الله ورضى عنه. ولقد كان كلامه رضى الله عنه أعجميا على كل قارئ غير من أوتى من الله فهماً كفهمه فليس كل من قرأ كتابه أدرك معناه .
يقول في كتابه فصول الحقائق:
سبحانك من وجه أنت لا من وجه أنا ، سبحانك من وجه الوجه المتنزه من وسم الأسماء والكنى ، أحاشيك عن العلم والقول وأنزهك عن القوة والحول .
ويقول : أعوذ بك من تحليل التحويل ومحاولات الحيلة ، اللهم أرني وجهك لا من حيث كل شيء هالك ، وأسألك بي لا سبيل المهالك والهالك .
وقد أطال النفس في هذا الكتاب بما لا تسعه العقول .
وكان سلوكه في الشاذلية على يد أستاذه الإمام داوود بن ماخلا .
وأما زاويته فقد كانت في (أخميم) فقد كانت له زاوية كبيرة ووفدت عليه الناس من كل جانب ، ثم سار إلى مصر واعتكف بها للعبادة حتى آخر حياته .
ولما دنت وفاته خلع منطقته على الابزاري صاحب الموشحات وقال : هي وديعة عندك حتى تخلعها على ولدي علي فعمل أيام كانت المنطقة عنده الموشحات الظريفة إلى أن كبر سيدي علي فخلعها عليه ثم رجع لا يعرف أن يعمل موشحاً .
توفى رضى الله عنه بالقاهرة يوم الثلاثاء عام 765 ودفن بالقرافة بين ضريحي الأستاذ السعود وسيدي تاج الدين بن عطاء رضى الله عنه بإشارة منه إذ قال : ادفنوني بين سعدٍ وعطا.