أبو الحسن سيدي علي بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن إبراهيم بن عمران الشريف الحسني الإدريسي العمراني من شرفاء بني عمران أهل قبيلة بني حسان؛ لقب بالجمل لكونه وجد ناقة راقدا ببعض طرق بفاس؛ فرفعه ووضعه خارج الطريق. فرآه بعض الناس فقال: هذا هو الجمل. فاشتهر بذلك.
صحب العارف الكبير سيدي العربي بن أحمد ابن عبد الله معن الأندلسي، ولزم خدمته مدة من ستة عشرة عاما، حتى انتفع به غاية النفع، وسمع منه الأسرار ما لا يكيف ولا ينحصر.
ثم لما توفى شيخه سيدي العربي؛ بنى لنفسه زاوية بالرميلة حيث ضريحه الآن، وكثر أتباعه وخدامه.
وكان قد فتح له أولا على يد شريف كبير السن حسن الوجه من ناحية المشرق له: يدعى عبد الله. وجده بتطوان وصحبه بها سنتين.
وكان آخذا بالشريعة في جميع أحكامها، لا يتعدى أمرها، ويلبس تارة فاخر الثياب، وتارة رثها، وينتعل تارة بالنعل المعروف بالشربيل، وتارة يحفي قدمه بالكلية، ويمد يده بالسؤال لقوم مخصوصين بلا إلحاح ولا إلحاف.
توفى بفاس عشية يوم السبت تاسع وعشرين ربيع الأول سنة أربع وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف 1193هـ، /1779م، عن مائة وستة أعوام، أو خمسة؛ على ما في فهرسة الكوهن. وحكى بعضهم عن ولده سيدي محمد الشريف أنه ولده وهو من مائة وثمان عشرة سنة والله أعلم.
ودفن من الغد وهو: يوم الأحد بزاويته التي بحومة الرميلة من عدوة فاس الأندلس، قرب مسجد الشيخ سيدي أبي مدين الغوث نفعنا الله به، وبنيت عليه هناك قبة، وقبره بها مشهور معروف مزار، عليه دربوز من خشب، ودفن معه بها وبما اتصل بها جماعة من أصحابه وأصحابهم.